يُعدّ الترجيع بعد عمليات السمنة من أكثر المخاوف شيوعًا لدى المرضى قبل الخضوع للجراحة، ويتكرر هذا السؤال في العيادات بشكل دائم:
“هل كل من يجري عملية سمنة سيعاني من الترجيع؟”
الحقيقة أنّ الترجيع ليس جزءًا أساسيًا أو طبيعيًا من الحياة بعد جراحات السمنة. وفي الوضع المثالي، لا يشعر المريض بأي قيء أو انزعاج طالما التزم بالتعليمات الطبية الموصى بها بعد العملية.
السبب الأول للترجيع بعد عمليات السمنة: إيقاف أدوية المعدة مبكرًا
أغلب الحالات التي تعاني من القيء بعد العملية تكون قد توقفت عن أدوية المعدة قبل الموعد المناسب.
القاعدة الطبية البسيطة هي:
يمكن للمريض إيقاف أدوية المعدة فقط عندما يصبح قادرًا على:
- شرب 2 لتر من السوائل يوميًا أو أكثر
- الحصول على كمية كافية من البروتين
أما إذا توقّف المريض عن الدواء قبل ذلك، فغالبًا سيشعر بحرقان، وصعوبة هضم، وترجيع.
أشهر 3 أخطاء غذائية تؤدي إلى الترجيع بعد جراحات السمنة
1. تناول كميات أكبر من اللازم
تناول كمية زائدة من الطعام، أو أخذ “لقمة” بحجم كبير، قد يؤدي مباشرة إلى القيء.
المعدة بعد الجراحة صغيرة وحساسة، لذلك يجب:
- التوقف عن الأكل عند الشعور بالشبع فقط
- تجنّب إكمال الوجبة لمجرد انتهائها
- تقسيم اللقم إلى أحجام صغيرة جدًا
إذا كانت معدتك تمتلئ بـ ¾ الساندويتش مثلًا، وأصررتِ على أكله بالكامل، فالنتيجة غالبًا ستكون الترجيع.
2. سرعة الأكل
السرعة في تناول الطعام—لقمة وراء الأخرى—تُعد من أكثر الأسباب شيوعًا للترجيع.
فبعد عمليات السمنة يجب:
- مضغ الطعام جيدًا
- الأكل ببطء
- منح الوقت الكافي للطعام لينزل إلى المعدة
الأكل السريع يملأ المعدة الصغيرة بسرعة ويمنعها من التعامل مع الطعام بالشكل الطبيعي.
3. الشرب مع الأكل أو بعده مباشرة
هذا الخطأ هو ثالث أكثر الأسباب شيوعًا للقيء بعد الجراحة.
القاعدة الأساسية هي:
- مسموح الشرب قبل الأكل مباشرة
- ممنوع الشرب أثناء الأكل أو بعده مباشرة
لأن شرب السوائل مع الطعام يزيد الضغط داخل المعدة ويؤدي إلى القيء.
كيف يتجنب المريض الترجيع بعد العملية؟
لتفادي القيء بشكل كامل، يُنصح المرضى بعد عمليات السمنة بما يلي:
- الأكل ببطء شديد
- المضغ الجيد قبل البلع
- التوقف عن الطعام بمجرد اختفاء الجوع
- عدم شرب الماء أو السوائل مع الأكل أو بعده
- الالتزام بالأدوية الخاصة بالمعدة حتى يسمح الطبيب بإيقافها
لماذا يأكل مرضى السمنة بعد العملية 6–8 وجبات يوميًا؟
بعد العملية، يصبح حجم المعدة صغيرًا جدًا، لذلك يعتمد المرضى على وجبات صغيرة متكررة بدلًا من ثلاث وجبات كبيرة.
عادةً يكون النمط كالتالي:
- الإفطار على مرتين أو ثلاث مرات
- الغداء على 3 أو 4 مرات
- العشاء على مرتين أو أكثر حسب الاحتياج
وهذا النمط يضمن ثبات الطاقة طوال اليوم، ومنع الجوع الشديد، وتقليل فرص القيء أو الانزعاج.
نصيحة عملية مهمة
يُنصَح المرضى بحمل طعامهم في حقيبة صغيرة طوال اليوم، بحيث يتناولون وجباتهم في مواعيد منتظمة دون اضطرار لتناول أطعمة سريعة أو كميات غير مناسبة.
الخلاصة
الترجيع بعد عمليات السمنة ليس أمرًا طبيعيًا ولا حتميًا، وغالبية المرضى لا يعانون منه إطلاقًا إذا التزموا بالتعليمات الغذائية والدوائية.
الأمر يعتمد بشكل كبير على سلوكيات الطعام بعد العملية، وليس على العملية نفسها.


