هل سأتوقف عن تناول علاج الضغط بعد جراحة تكميم المعدة أو تحويل المسار؟

by | Nov 29, 2025 | Uncategorized | 0 comments

يُعد ارتفاع ضغط الدم من أكثر الأمراض انتشارًا بين مرضى السمنة المفرطة، وغالبًا ما يتطلب علاجًا دوائيًا مستمرًا قد يستمر مدى الحياة. ومع التطور الكبير في جراحات السمنة، أصبح السؤال الأكثر تكرارًا لدى المرضى هو:
“هل سأتوقف عن تناول علاج الضغط بعد عملية تكميم المعدة أو تحويل المسار؟”

هذا السؤال كان محور أحدث بحث علمي نشر في 3 أغسطس 2025 في واحدة من أكبر مجلات جراحات السمنة العالمية، وجاءت نتائجه لتقدّم إجابة واضحة تستند إلى بيانات واسعة ودقيقة

خلفية الدراسة وأهدافها

اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات 180 ألف مريض مصاب بارتفاع ضغط الدم المرتبط بالسمنة، خضعوا لجراحات سمنة في الولايات المتحدة على مدار خمس سنوات.
وكان الهدف الأساسي هو تقييم:

  • مدى انخفاض ضغط الدم بعد الجراحة
  • نسبة المرضى الذين تحسّن ضغط دمهم بشكل يسمح بإيقاف العلاج
  • تأثير فقدان الوزن المستدام على التحكم في المرض

كما اعتمد الباحثون على مقارنات بين نتائج مرضى تكميم المعدة ونتائج مرضى تحويل المسار، نظرًا لانتشار هاتين العمليتين عالميًا.

نتائج الدراسة: هل فعلاً يتوقف المرضى عن تناول علاج الضغط؟

أظهرت الدراسة نتائج قوية ومباشرة، تؤكد الفائدة الكبيرة لجراحات السمنة في علاج ارتفاع ضغط الدم:

1. 95% من المرضى توقفوا عن العلاج أو قل احتياجهم له بشكل كبير

بعد فقدان الوزن الناتج عن جراحات السمنة، سجلت الدراسة تحسّنًا كبيرًا في السيطرة على ضغط الدم لدى:

  • 95% من المرضى
    إما توقفوا تمامًا عن تناول الأدوية،
    أو أصبح احتياجهم لها بسيطًا مقارنةً بما قبل الجراحة.

2. الحالات التي كانت لا تستجيب للعلاج الدوائي تحسنت تمامًا

من أهم النتائج أن:

  • ارتفاع ضغط الدم غير المستجيب للأدوية التقليدية اختفى تمامًا بعد الجراحة
    وهي نتيجة مهمة جدًا تشير إلى أن السمنة نفسها كانت العامل الأساسي وراء هذا النوع العنيد من ارتفاع الضغط.

3. فقدان الوزن المستدام هو العامل الفاصل

أثبت البحث أن:

التحكم طويل المدى في ارتفاع ضغط الدم بعد جراحات السمنة يعتمد بشكل أساسي على فقدان الوزن والحفاظ عليه.

كلما حافظ المريض على وزن صحي بعد الجراحة، زادت احتمالية استمرار ضغط دمه في الحدود الطبيعية دون الحاجة للعلاج.

لماذا تتحسن حالة الضغط بعد جراحات السمنة؟

ترتبط السمنة وارتفاع ضغط الدم بعلاقة وثيقة، وذلك لأسباب منها:

  • زيادة مقاومة الأنسولين
  • اختلال الهرمونات المنظمة لضغط الدم
  • زيادة الدهون الحشوية المؤثرة على الأوعية الدموية
  • ارتفاع الالتهاب المزمن في الجسم

عندما ينخفض الوزن بعد الجراحة وتنخفض الدهون الداخلية، تتحسن هذه العوامل جميعها، ويعود ضغط الدم إلى المعدلات الطبيعية.

هل يعني ذلك أن السمنة هي السبب الأساسي لارتفاع الضغط؟

نعم، خلص البحث إلى أن:

  • السمنة المفرطة تُعد عامل خطورة رئيسيًا لمرض ارتفاع ضغط الدم.
  • علاج السمنة يؤدي مباشرةً إلى علاج ارتفاع الضغط في أغلب الحالات.

وبذلك، تتحول جراحات السمنة من مجرد وسيلة لإنقاص الوزن إلى أداة علاجية فعّالة تساهم في التخلص من أحد أخطر الأمراض المزمنة المرتبطة بالسمنة.

من المستفيد الأكبر من هذه الجراحات؟

تُعد جراحات السمنة خيارًا علاجيًا فعالًا للمرضى التاليين:

  • من يعانون من السمنة المفرطة مع ارتفاع ضغط الدم
  • من يعتمدون على أكثر من دواء للتحكم في الضغط
  • من لديهم ارتفاع ضغط غير مستجيب للعلاج الدوائي
  • من يعانون من أمراض مصاحبة مثل السكري من النوع الثاني أو انقطاع النفس أثناء النوم

بالنسبة لهذه الفئة، لا يمثل فقدان الوزن مكسبًا شكليًا فقط، بل إنقاذًا حقيقيًا لصحتهم على المدى الطويل.

الخلاصة

أثبتت الدراسة المنشورة في أغسطس 2025، إلى جانب العديد من الأبحاث الأخرى، أن:

  • 95% من مرضى ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالسمنة يتوقفون عن العلاج أو يقل احتياجهم له بعد جراحات السمنة.
  • ارتفاع الضغط غير المستجيب للأدوية يختفي تمامًا بعد الجراحة.
  • التحسن يعتمد على فقدان الوزن والحفاظ عليه.
  • السمنة هي سبب أساسي في ارتفاع ضغط الدم، وعلاجها يفتح باب الشفاء التام.

لذلك، تُعد جراحات تكميم المعدة وتحويل المسار من أقوى التدخلات الطبية التي تغير مسار المرض لدى مرضى ارتفاع الضغط المرتبط بالسمنة.

مقالات أخري

Dr. Ahmed Yousry Clinics