كل ما يجب معرفته قبل القيام بعمليات التكميم

تبرز عمليات السمنه كحل فعال لمواجهة تحديات الوزن الزائد، ولكن قبل اتخاذ قرار بإجراء أي عملية هناك العديد من العوامل التي يجب النظر فيها، حيث إن الاستعداد الجيد هو الفارق بين تجربة ناجحة وأخرى قد تواجه فيها صعوبات، لذا في هذا المقال سيوضح دكتور أحمد يسري المعلومات الأساسية التي يجب أن يعرفها كل من يفكر في إجراء عملية سمنة. 

يؤكد دكتور أحمد يسري أنه من الأمور الأساسية التي يجب على المرضى معرفتها هي كيفية حساب مؤشر كتلة الجسم (BMI)، حيث يتم ذلك من خلال قسمة الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر، كما أنه توجد العديد من التطبيقات مثل “BMI Calculator” التي يمكن تحميلها بسهولة من متاجر التطبيقات لحساب هذا المؤشر، كما أنه حتى عام 2022 كانت عمليات السمنه تجرى للأشخاص الذين يزيد مؤشر كتلة جسمهم عن 40 أو الذين يتجاوز مؤشر كتلتهم 35 مع وجود أمراض مزمنة مرتبطة بالسمنة ولكن حاليا المعايير العالمية تغيرت مما يسمح بإجراء العمليات لمن لديهم مؤشر كتلة جسم فوق 30 مع وجود أمراض مزمنة.

تتعدد الأمراض التي قد تكون مصاحبة للسمنة مثل:

• السكري
• ارتفاع ضغط الدم
• مشاكل الأوعية الدموية
• تكيسات المبايض
• انقطاع النفس أثناء النوم
• مشاكل العظام والمفاصل
• بعض المشاكل النفسية مثل الاكتئاب الناتج عن التنمر

ولكن الجدير بالذكر أنه بعد إجراء عمليات السمنة يلاحظ المرضى تحسنًا كبيرًا في صحتهم، حيث أن:

• العديد من المرضى يخرجون من العملية دون الحاجة إلى أدوية السكري أو ضغط الدم.
• القدرة على بذل الجهد تتحسن بشكل ملحوظ.
• كثير من المرضى يحولون من أطباء العظام أو الأعصاب بسبب زيادة الوزن وعند إجراء عمليات السمنه يتحسن وضعهم الصحي.

بالإضافة إلى ذلك تتغير المقاسات والشكل العام للحياة بشكل كبير بعد العملية والمرضى الذين كانوا يخططون لإجراء عمليات جراحة عظام أو تثبيت فقرات قد لا يحتاجون إليها بعد فقدان الوزن، مما يدعم فكرة أن جراحة السمنة تعزز الصحة العامة وتحسن الحالة النفسية.

تعتبر عمليات السمنه من الخيارات المتاحة للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن المفرطة ولكن يطرح الكثيرون سؤالًا مهمًا كم من الوزن يمكن أن يخسره المريض بعد العملية؟ حيث يؤكد الدكتور أحمد يسري أنه عند تقييم نزول الوزن بعد العمليات لا نقوم بحساب الوزن بالكيلوغرام فقط بل نركز على النسبة المئوية من الوزن الزائد، فمثلًا:

إذا كان لدينا شخص طوله 170 سم ووزنه 170 كيلوغرام فهو يعاني من 100 كيلوغرام زيادة، أما إذا كان وزنه 120 كيلوغرام فإنه يعاني من 50 كيلوغرام زيادة وعندما نتابع هؤلاء المرضى بعد العملية نجد أن:

• الشخص الأول خسر 15 كيلوغرام مما يمثل 15% من وزنه الزائد.
• الشخص الثاني خسر 10 كيلوغرام، مما يمثل 20% من وزنه الزائد.

من الواضح أن الشخص الذي خسر 10 كيلوغرام هو الأكثر نجاحًا من حيث النسبة رغم أن الشخص الأول فقد وزنًا أكبر بالكيلوغرامات.

• في الشهر الأول: يلاحظ معظم المرضى نزولًا يتراوح بين 15% إلى 18% من الوزن الزائد.
• بعد 3 أشهر: يتراوح النزول بين 30% إلى 35%.
• بعد 6 أشهر: يتراوح النزول بين 40% إلى 50%.
• بعد سنة من عملية التكميم: يفقد المرضى حوالي 60% إلى 80% من وزنهم الزائد بينما مرضى تحويل المسار يمكن أن يفقدوا من 70% إلى 90%.

تظهر الدراسات العالمية أن النجاح في فقدان الوزن من خلال الأنظمة الغذائية والرياضة لا يتجاوز 5% من الحالات ووعادةً ما يحتفظ 50% فقط من هؤلاء بالأوزان المفقودة لمدة عام مما يعني أن حوالي 3% فقط من الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة يمكنهم تحقيق فقدان مرضي للوزن والذي يعني فقدان حوالي 60% من الوزن الزائد في السنة الأولى وهو ما يتحقق في 97% من حالات عمليات السمنه.

لماذا تحقق العمليات الجراحية نتائج أفضل؟

تظهر عمليات السمنه الجراحية نتائج أفضل مقارنةً بالأنظمة الغذائية للأسباب التالية:

• عدم الشعور بالجوع: بعد العملية يقل حجم المعدة بشكل كبير مما يقلل من قدرة الشخص على تناول كميات كبيرة من الطعام.
• إزالة هرمون الجوع: يتم إزالة الجزء المسؤول عن إفراز هرمون الجوع أثناء العملية، مما يساعد في تقليل الرغبة في تناول الطعام.

لماذا لا يكفي اتباع نظام غذائي فقط بدلًا من إجراء عمليات السمنه؟

يوضح دكتور أحمد أنه بينما يمكن للناس أن يتبعوا نظامًا غذائيًا إلا أن هناك تحديات كبيرة تواجههم، فعند اتباع الحميات الغذائية قد يشعر الأفراد بالملل أو الرغبة في تناول كميات أكبر من الطعام على عكس ذلك فإن عمليات السمنه وتصغير المعدة تحد من كمية الطعام التي يمكن تناولها مما يقلل من فرص الانزلاق إلى عادات غذائية غير صحية.

بالإضافة إلى ذلك هناك مخاوف شائعة بشأن فقدان الطاقة بعد إجراء العملية، لكن العكس هو الصحيح، فغالبًا ما يلاحظ تحسن كبير في مستوى النشاط بعد فقدان الوزن، ومع تحسن الحالة الصحية عمومًا تزداد القدرة على الحركة بشرط التزام المريض بالنظام الغذائي والفيتامينات اللازمة كما أن هدف برنامج المتابعة هو دعم المرضى وتعليمهم كيفية الاستفادة من العملية لتحقيق أهدافهم.

يؤكد دكتور أحمد يسري أنه من الممكن حدوث زيادة في الوزن بعد عمليات السمنه، حيث أن العملية لا تضمن عدم استعادة الوزن، وتشير الدراسات إلى أن 30% إلى 40% من مرضى تكميم المعدة قد يعودون إلى أوزانهم السابقة خلال السنوات الخمس الأولى ولكن غالبًا ما يكون السبب هو تغيير العادات الغذائية نحو تناول السكريات والنشويات والتي يسهل هضمها وتجاوز المعدة لذا فإن اتباع نظام غذائي صحي هو أمر أساسي للحفاظ على نتائج العملية.

تعتبر عملية تكميم المعدة الأكثر شيوعًا في عمليات السمنه في العالم حيث يتم استئصال من 80% إلى 85% من حجم المعدة، لتصبح على شكل “موزة” كما تجرى العملية باستخدام المنظار مما يقلل من مدة التعافي، أيضًا من خلال تصغير حجم المعدة يتم تقليل الشعور بالجوع مما يسهل فقدان الوزن بشكل فعال.

مسميات مختلفة لعملية التكميم

يؤكد دكتور أحمد يسري أن هناك مسميات متنوعة في عمليات السمنه لعملية التكميم مثل “التكميم المعياري” و”جي سيب”، فعملية التكميم تجرى وفق مقاييس محددة ومعترف بها عالميًا ومع ذلك في بعض الأحيان تستعمل مسميات غير دقيقة لأغراض تسويقية. 

التكميم الدقيق

التكميم الدقيق أو “التكميم بالنانو” يشير إلى تقليل حجم الجروح إلى 3 ملليمترات بدلاً من 5 ملليمترات مما يمنح نتيجة تجميلية أفضل ومع ذلك فإن هذا النوع يتطلب تكلفة أعلى ولا يؤثر على فترة التعافي.

التكميم المغلف

التكميم المغلف أو المعدل يشير إلى وضع حلقة من السيليكون حول المعدة، فعلى الرغم من أن الأبحاث تشير إلى أنه يمكن أن يقلل من احتمالات استعادة الوزن، إلا أن السبب الرئيسي لزيادة الوزن بعد العملية غالبًا ما يعود إلى تغيير العادات الغذائية وليس تمدد المعدة.

الخياطة بعد التكميم

بعض الجراحين يقومون بإجراء خياطة للمعدة بعد العملية ويطلق عليها “التكميم المثبت” وهذه الخطوة تساعد في تقليل خطر النزيف لكنها لا تؤثر على نسبة التسريب أو الالتواء.

اقرأ ايضاً

• تفاصيل عملية تكميم المعدة 
• من هو دكتور أحمد يسرى