كل ما تريد معرفته عن عملية تحويل المسار: المدة، التكلفة، والأضرار

مؤخرًا لم تعد الخيارات لعلاج السمنة تقتصر على الحميات الغذائية أو ممارسة الرياضة فقط، بل أصبحت جراحات السمنة من الحلول الفعالة والآمنة التي أحدثت فارقًا حقيقيًا في حياة كثير من المرضى، وخاصةً هؤلاء الذين يعانون من أمراض مزمنة كداء السكري أو ارتجاع المريء، كما تعد عملية تحويل المسار من أكثر العمليات نجاحًا وانتشارًا في هذا المجال، لذلك خلال السطور القادمة سوف نأخذكم في جولة طبية مبسطة وشاملة حول كل ما تحتاجون معرفته عن هذه العملية. 

عملية تحويل المسار هي واحدة من أبرز جراحات السمنة والتي تهدف إلى إنقاص الوزن من خلال تصغير حجم المعدة وتجاوز جزء من الأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى تقليل كمية الطعام المتناولة وتقليل امتصاص العناصر الغذائية، حيث تجرى هذه العملية عادة للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أو الحالات التي لم تنجح فيها الوسائل الأخرى كاتباع الأنظمة الغذائية أو ممارسة الرياضة أو تناول الأدوية.

يؤكد دكتور أحمد يسري أن تحويل المسار يعتمد بشكل أساسي على تصغير المعدة، حيث يتم تكوين جيب صغير من المعدة الأصلية ومن ثم توصيله بجزء من الأمعاء الدقيقة بعد تجاوز حوالي 150 سم من بدايتها وهذا التعديل يسهم في تقليل كمية الطعام الداخل إلى المعدة بالإضافة إلى تقليل امتصاص السعرات الحرارية والدهون والسكريات.

هناك نوعان من عملية تحويل المسار وهما:

• تحويل المسار الكلاسيكي (Roux-en-Y Gastric Bypass): والذي يعد المعيار الذهبي لجراحات السمنة ويتم فيه تكوين جيب صغير من المعدة وتوصيله بالأمعاء الدقيقة بعد تجاوز جزء منها، حيث تثبت هذه التقنية فعاليتها على مر السنين وتعتبر الأكثر انتشاراً حول العالم.
• تحويل المسار المصغر (Mini Gastric Bypass): ويتم فيه عمل جيب أطول من المعدة والذي يتم توصي المعدة مباشرة بالأمعاء بعد تجاوز 150 سم منها، كما أنه يمتاز بالبساطة وقلة مدة العملية مقارنة بالكلاسيكي.

• تمتاز عملية تحويل المسار بالعديد من المميزات أهمها:

  • فقدان وزن أكبر مقارنة بعملية التكميم والذي يصل إلى 90% من الوزن الزائد في السنة الأولى.
  • الحفاظ على الوزن المفقود لفترات أطول.
  • نسبة رجوع الوزن أقل.
  • فعالة جدًا في علاج مرض السكري من النوع الثاني.
  • تعد حلاً فعالاً لعلاج الارتجاع المعدي المريئي.
  • حجم الوجبة يكون أكبر من حجمها بعد التكميم رغم أن نزول الوزن أسرع.

  على الرغم من كل هذه المميزات لتحويل المسار إلا أن هناك بعض العيوب التي تنتج عن هذه العملية وهي:

  • تعتمد على تقليل الامتصاص مما قد يؤدي إلى:
  • إسهال وانتفاخات.
  • تغير في رائحة البراز.
  • صوت عالٍ في الأمعاء.
  • الحاجة إلى تناول الفيتامينات مدى الحياة.
  • ضرورة إجراء تحاليل دورية كل 6 أشهر مدى الحياة.

يوضح دكتور أحمد يسري أن هناك بعض الأعراض الجانبية التي قد تحدث بعد العملية والذي يعد من أشهرها:

• الإسهال.
• الانتفاخات.
• متلازمة الإغراق أو ما يسمى الدَنك.
• نقص الفيتامينات والمعادن.
• الحاجة إلى المتابعة الطبية المستمرة.

يؤكد دكتور أحمد يسري أنه قد يعاني البعض من تغير في نمط البراز بعد عملية تحويل المسار مثل:

• رائحة كريهة.
• زيادة عدد مرات الإخراج.
• صعوبة استخدام الحمام في الأماكن العامة.

الجدير بالذكر أنه يمكن التقليل من هذه الأعراض وذلك عند اتباع النصائح التي يقدمها دكتور أحمد يسري بعد العملية. 

الإغراق هو حالة تحدث بسبب نزول الطعام بسرعة من المعدة إلى الأمعاء وينقسم إلى نوعين:

• الإغراق المبكر: يحدث خلال 10-30 دقيقة من تناول الطعام ويصاحبه مغص أو إسهال أو غثيان وتسارع ضربات القلب.
• الإغراق المتأخر: يحدث بعد ساعة إلى ثلاث ساعات من تناول الطعام ويحدث بسبب إفراز كمية كبيرة من الأنسولين ما يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في سكر الدم.

ولتقليل أعراض الإغراق لابد من اتباع هذه النصائح:

• تناول 6 وجبات صغيرة يومياً.
• تقليل السكريات.
• الاعتماد على البروتين والخضروات.
• عدم شرب الماء مع الأكل، أو ترك فاصل زمني.

تستغرق عملية تحويل المسار عادةً من ساعة إلى ساعتين، حيث تختلف هذه المدة حسب نوع العملية سواء كان كلاسيكي أو مصغر وكذلك حسب حالة المريض العامة ولكن بشكل عام الفترة التي يقضيها المريض في غرفة العملية تكون قليلة نسبيًا مقارنةً بعمليات السمنة الأخرى. 

يختلف سعر عملية تحويل المسار حسب عدة عوامل أهمها خبرة الطبيب وكذلك المستشفى ونوع العملية التي سوف يتم إجراؤها وكذلك حالة المريض الصحية، لكنها بشكل عام فإنها تتراوح في مصر غالباً بين 60000 إلى 90000 جنيه مصري وقد تزيد في بعض المراكز المتخصصة.

يؤكد دكتور أحمد يسري أن هذه العملية لا تؤثر سلبًا على القدرة على الحمل بل إن فقدان الوزن قد يحسن الخصوبة، ولكن بالرغم من ذلك ينصح بتأجيل الحمل لمدة تتراوح بين 12 إلى 18 شهرًا بعد العملية وذلك حتى يستقر الوزن وتكون الحالة الصحية للمريض أفضل.

يؤكد دكتور أحمد يسري أن الاختيار بين كل منوعمليتي تكميم المعدة وتحويل المسار يعتمد على على حالة المريض، حيث أن:

• عملية تحويل المسار أفضل لمرضى السكر والارتجاع المريئي.
• عملية التكميم مناسبة لمن لا يعانون من ارتجاع أو أمراض مزمنة.

الجدير بالذكر أن لكل حالة استثناءاتها واستشارة الطبيب المختص هي دائمًا الخطوة الأولى الصحيحة، كما تشير تجربتي مع تحويل مسار المعدة ومعظم التجارب الأخرى إلى تحسن واضح في الوزن والصحة العامة بعد العملية، ولكنها في نفس تتطلب التزامًا طويل الأمد بنمط حياة صحي ومتابعة طبية مستمرة.

من أهم الفوائد التي تقدمها عملية تحويل المسار هي التأثير القوي في علاج مرض السكري خصوصًا من النوع الثاني، حيث يؤكد دكتور أحمد يسري أن الشفاء من السكري بعد العملية يكون بنسبة كبيرة جدًا كما أن نتائج العملية تستمر لفترات طويلة مقارنةً بعملية التكميم، أيضًا تكون نسبة احتمالية رجوع مرض السكري أقل بعد تحويل المسار وخاصة في حالة استخدام المريض للأنسولين قبل العملية.

يوضح دكتور أحمد يسري أن مريض ارتجاع المريء الشديد لا يستطيع إجراء عملية التكميم، لكن في المقابل من الممكن إجراء عملية تحويل المسار وخصوصًا الكلاسيكي، وذلك لأنها تعالج مشكلة الارتجاع بشكل نهائي تقريبًا، كما أن عملية التحويل المصغر يساعد على التحسن دون حدوث أي تدهور. 

يؤكد الدكتور أحمد يسري أن قرار إجراء عملية تحويل المسار لا يتخذ بشكل عشوائي بل بناءً على حالة المريض الصحية وتاريخه المرضي، فمثلًا إذا كان المريض يعاني من ارتجاع شديد في المريء، أو مصابًا بداء السكري من النوع الثاني ويحتاج إلى علاج فعال لتحسين الحالة أو الشفاء منها، فإن تحويل المسار يكون هو الخيار الأفضل، كما يوصى به للحالات التي لم تستجب لأنظمة الرجيم أو فشلت في الحفاظ على الوزن بعد التكميم.

اقرأ ايضاً

• تفاصيل عملية تكميم المعدة 
• من هو دكتور أحمد يسرى