من هو جوكر عمليات السمنة في العالم وفق أحدث الدراسات العلمية؟
تُعد السمنة من أخطر المشكلات الصحية في العصر الحديث، لما لها من تأثير مباشر على جودة الحياة وارتباطها الوثيق بأمراض مزمنة مثل السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، واضطرابات التنفس والمفاصل. ومع فشل الحميات الغذائية والرياضة لدى شريحة كبيرة من المرضى، أصبحت جراحات السمنة الحل الأكثر فاعلية واستدامة لإنقاص الوزن وتحسين الصحة العامة.
لكن يبقى السؤال الأهم الذي يشغل بال كل مريض:
ما هي أفضل عملية سمنة؟ وهل ما زال تحويل المسار الكلاسيكي هو الخيار الأول، أم أن عملية السادي إس أصبحت تتصدر المشهد؟
المعيار الذهبي لجراحات السمنة: لماذا اشتهر تحويل المسار الكلاسيكي؟
على مدار عقود، اعتُبرت عملية تحويل المسار الكلاسيكي المعيار الذهبي لجراحات السمنة حول العالم، وذلك لما حققته من:
- نزول وزن كبير وملحوظ
- تحسن سريع في مرض السكري من النوع الثاني
- نتائج طويلة المدى في الحفاظ على الوزن
- خبرة جراحية واسعة وانتشار عالمي كبير
تعتمد العملية على تصغير حجم المعدة وتغيير مسار الطعام داخل الأمعاء، مما يؤدي إلى تقليل كمية الطعام الممتصة وتقليل السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم.
ورغم هذه المميزات، ظهرت بعض التحديات مثل:
- زيادة احتمالية نقص الفيتامينات والمعادن
- بعض الاضطرابات الهضمية
- تعقيد الجراحة بسبب وجود وصلتين معويتين
وهنا بدأ البحث عن بدائل تحقق نتائج أفضل مع مضاعفات أقل.
ما هي عملية السادي إس (SADI-S)؟
عملية السادي إس هي واحدة من أحدث وأقوى جراحات السمنة، وهي اختصار لـ
Single Anastomosis Duodeno-Ileal Bypass with Sleeve Gastrectomy
وتعتمد العملية على:
- تكميم المعدة
- توصيل الاثني عشر بجزء متقدم من الأمعاء الدقيقة عبر وصلة واحدة فقط
- الاحتفاظ بصمام المعدة (عضلة بواب المعدة)
هذا التصميم الجراحي يمنح العملية مميزات فسيولوجية مهمة، خاصة فيما يتعلق بالهضم وتنظيم مرور الطعام.
دراسة علمية حديثة تحسم الجدل: سادي إس أم تحويل المسار؟
في يناير 2025، نُشر تحليل علمي ضخم في مجلة الفيدرالية الدولية لجراحات السمنة، يُعد من أقوى الدراسات المقارنة حتى الآن بين عملية السادي إس وتحويل المسار الكلاسيكي.
تفاصيل الدراسة:
- تحليل بيانات 8 دراسات علمية أُجريت في دول مختلفة
- شملت 4259 مريضًا
- 1625 مريضًا أجروا عملية SADI-S
- 2634 مريضًا أجروا تحويل المسار الكلاسيكي
- 1625 مريضًا أجروا عملية SADI-S
- مدة المتابعة تجاوزت سنتين
نتائج المقارنة بين السادي إس وتحويل المسار الكلاسيكي
أولًا: نزول الوزن
أظهرت النتائج أن:
- مرضى السادي إس حققوا نزول وزن أكبر بشكل ملحوظ
- نسبة فقدان الوزن الزائد كانت أعلى واستمرت لفترات أطول
- النتائج كانت مستقرة بعد مرور أكثر من عامين
وهو ما يجعل السادي إس خيارًا قويًا للمرضى الذين يعانون من سمنة مفرطة جدًا.
ثانيًا: الشفاء من الأمراض المزمنة
كلا العمليتين أظهرتا:
- تحسنًا كبيرًا في مرض السكري من النوع الثاني
- انخفاض ضغط الدم
- تحسن الدهون الثلاثية والكوليسترول
لكن تميّزت عملية السادي إس بـ:
- الاحتفاظ بصمام المعدة، مما يقلل من الارتجاع
- تقليل نوبات الإسهال الشديد المرتبطة ببعض عمليات التحويل
ثالثًا: نسبة المضاعفات الجراحية
من أبرز نتائج الدراسة:
- انخفاض معدل المضاعفات في عملية السادي إس مقارنة بتحويل المسار الكلاسيكي
- السبب الرئيسي هو:
- وجود وصلة واحدة فقط بدلًا من وصلتين
- تقليل زمن الجراحة
- تقليل تعقيد التدخل الجراحي
- وجود وصلة واحدة فقط بدلًا من وصلتين
وهذا ينعكس بشكل مباشر على سرعة التعافي وتقليل المخاطر بعد العملية.
لماذا لا تزال عملية السادي إس أقل انتشارًا عالميًا؟
رغم التفوق الواضح لعملية السادي إس في عدة جوانب، إلا أن الدراسة أوضحت أن انتشارها ما زال محدودًا نسبيًا، ويرجع ذلك إلى:
- احتياجها إلى مهارة جراحية عالية جدًا
- قلة عدد الجراحين المدربين عليها
- كونها عملية حديثة نسبيًا مقارنة بتحويل المسار
لذلك، لا تتوفر العملية في جميع المراكز الطبية، ويجب اختيار الجراح بعناية شديدة.
أيهما أفضل: سادي إس أم تحويل المسار الكلاسيكي؟
لا توجد عملية واحدة تناسب جميع المرضى، لكن يمكن تلخيص الأمر كالتالي:
- السادي إس:
- نزول وزن أعلى
- مضاعفات أقل
- نتائج قوية للحالات الشديدة
- نزول وزن أعلى
- تحويل المسار الكلاسيكي:
- خبرة طويلة
- نتائج ممتازة
- مناسب لشريحة واسعة من المرضى
- خبرة طويلة
الاختيار النهائي يجب أن يتم بناءً على تقييم طبي شامل، وليس فقط بناءً على النتائج الإحصائية.
الخلاصة: من هو جوكر عمليات السمنة الحقيقي؟
وفق أحدث الأدلة العلمية حتى عام 2025، يمكن القول إن:
عملية السادي إس تُعد من أقوى وأفضل عمليات السمنة حاليًا، خاصة من حيث نزول الوزن وتقليل المضاعفات، لكنها تتطلب جراحًا خبيرًا ومريضًا مناسبًا.
إذا كنت تفكر في إجراء عملية سمنة، فالمعرفة والاختيار الصحيح هما أول خطوات النجاح.
