مقدمة: رسالة مباشرة لصنّاع القرار في التأمين الصحي
أظهرت دراسة حديثة نُشرت في 5 سبتمبر 2025، وأُجريت لصالح صانع القرار في نظام التأمين الصحي بالمكسيك، أن تكلفة علاج السمنة والأمراض الناتجة عنها تفوق بكثير تكلفة إجراء جراحة سمنة واحدة تعالج المشكلة من جذورها.
هذه الدراسة قدّمت رؤية اقتصادية شاملة تؤكد أن السمنة ليست مجرد حالة طبية، بل عبء مالي واقتصادي يؤثر على أنظمة الصحة والإنتاجية وسوق العمل.
التكاليف الحقيقية لعلاج السمنة والأمراض الناتجة عنها
1. عبء الأمراض المزمنة المرتبطة بالسمنة
السمنة المفرطة تُعد بوابة لعدد كبير من الأمراض المزمنة التي تتطلب علاجًا متواصلًا ومرتفع التكلفة، مثل:
- داء السكري من النوع الثاني
- ارتفاع ضغط الدم
- اضطرابات التنفس
- مشاكل العظام والغضاريف
- الاكتئاب واضطرابات الصحة النفسية
هذه الحالات تحتاج إلى أدوية طويلة الأمد وفحوصات متكررة، ما يضع أعباء مالية ضخمة على نظام التأمين الصحي.
2. مضاعفات خطيرة تُضاعف التكلفة العلاجية
لا تتوقف التكاليف عند حدود العلاج الدوائي، بل تتوسع لتشمل مضاعفات خطيرة تستنزف ميزانية الصحة، ومن أبرزها:
- عمليات القدم السكري
- علاج اعتلال الشبكية ومشاكل العيون الناتجة عن السكري
- علاج الجلطات القلبية والسكتات الدماغية
- الإقامة الطويلة في وحدات العناية المركزة
وقد خلصت الدراسة إلى أن تكلفة علاج هذه المضاعفات وحدها تمثل أكثر من 75% من إجمالي الإنفاق الصحي للدولة، وهو رقم يوضح ضخامة العبء المالي للسمنة على النظام الصحي.
تأثير السمنة على الإنتاجية والاقتصاد الوطني
أحد أهم نتائج الدراسة كان قياس تأثير السمنة على سوق العمل. فقد تبيّن أن:
- انخفاض إنتاجية الأفراد المصابين بالسمنة يصل إلى 25% على الأقل
- زيادة الإجازات المرضية بسبب الأمراض المزمنة ومضاعفاتها
- خسائر اقتصادية غير مباشرة تتحملها المؤسسات والاقتصاد الوطني بسبب الغياب المتكرر عن العمل
وبذلك تتحول السمنة إلى مشكلة اقتصادية تؤثر على دخل الفرد والدولة معًا.
تكلفة جراحة السمنة مقابل تكلفة العلاج المستمر
جراحة واحدة تقلل الإنفاق الصحي بنسبة 20% خلال 5 سنوات
أوضحت الدراسة أن إجراء عملية سمنة لشخص يعاني من السمنة المفرطة يمكن أن:
- يقلل الإنفاق الصحي عليه بنسبة 20% خلال أول خمس سنوات
- ويجعل تكلفة الجراحة أقل من تكلفة علاج الأمراض والمضاعفات الناتجة عن السمنة في المدى المتوسط
هذا يعني أن جراحة السمنة ليست مجرد خيار طبي، بل حل اقتصادي يوفر أموال التأمين الصحي ويحسن جودة الحياة.
لماذا بدأت أنظمة التأمين الصحي عالميًا تغطي جراحات السمنة؟
اعتمدت العديد من أنظمة التأمين الصحي حول العالم تغطية جراحات السمنة بعد نتائج مشابهة لهذه الدراسة، وذلك لأن:
- تكلفة علاج السمنة المزمنة أعلى بكثير من تكلفة الجراحة
- الجراحة تقلل الاعتماد على الأدوية ومراجعات المستشفيات
- ترفع إنتاجية المريض وتقلل الإجازات المرضية
- تساهم في تحسين الاقتصاد الوطني عبر تقليل الإنفاق وتحسين أداء القوى العاملة
وبذلك أصبح الاستثمار في جراحات السمنة قرارًا اقتصاديًا وصحيًا في آن واحد.
رسالة لكل مريض سمنة مفرطة
إذا كنت تعاني من السمنة المفرطة وتتردد في اتخاذ خطوة الجراحة بسبب التكلفة، فهذه الدراسة توضح أن:
- تكلفة العملية أقل من تكلفة علاج السمنة ومضاعفاتها على مدار سنوات
- الجراحة ترفع من جودة حياتك وتقلل اعتمادك على الأدوية
- نتائجها الصحية والاقتصادية أفضل بكثير من الاستمرار في العلاج التقليدي