استضاف برنامج “صباح الورد” الدكتور أحمد يسري استشاري جراحات السمنه وأحد أبرز أطباء جراحة السمنة في المنطقة ليشاركنا رؤيته حول أحدث التطورات في هذا المجال وخلال اللقاء تناول الدكتور أحمد مجموعة من المواضيع المهمة التي سوف نوضحها خلال السطور القادمة بدءًا من تأثير جراحة السمنة على الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وصولًا إلى استراتيجيات فعالة لتجنب المضاعفات المحتملة بعد العملية.
جراحات السمنة: الأنواع والتقييم المناسب
تعد جراحات السمنه من الخيارات الفعالة لعلاج السمنة المفرطة، حيث تتنوع هذه الجراحات بين عدة أنواع لكل منها خصائصه وآثاره وأبرز هذه الأنواع هم نوعين رئيسيين هما:
تكميم المعدة:
تركز هذه العملية على تصغير حجم المعدة من خلال إزالة جزء كبير منها مما يقلل من كمية الطعام التي يمكن تناولها، كما أن الجزء المستأصل يسمى بالقبة المعدية وهي المسؤولة عن إفراز هرمون الجوع لذلك تعتبر هذه العملية من أفضل الخيارات المتاحة في جراحات السمنه، حيث تساهم بشكل كبير في تقليل الشهية وتساعد المرضى على الشعور بالشبع بسرعة، كما أن هذه العملية شائعة جدًا خاصة في مصر وذلك لأنها لا تتطلب تناول مكملات فيتامين لفترات طويلة.
بالإضافة إلى ذلك تساهم هذه العملية في تقليل كمية الطعام التي يمكن تناولها دون تغيير كبير في الجهاز الهضمي، لذا ينصح بها للأشخاص الذين لا يعانون من السكري طويل الأمد أو الذين لا يتناولون كميات كبيرة من الحلويات، كما تشير الدراسات إلى أن حوالي 30-40% من المرضى يمكن أن يعود وزنهم السابق بعد خمس سنوات من العملية خاصة إذا كانوا يميلون إلى تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والنشويات، لذا فإن هذه العملية تناسب غالبية المرضى الذين يسعون لفقدان الوزن بطريقة آمنة وفعالة.
تحويل المسار:
تعد هذه العملية أكثر انتشارًا في الدول الغربية، حيث تعمل على تغيير مسار الطعام في الجهاز الهضمي مما يقلل من امتصاص العناصر الغذائية، ولكن على الرغم من فعاليتها يحتاج المرضى الذين يخضعون لهذا النوع من العمليات إلى تناول مكملات فيتامين د طوال حياتهم، كما إنهم قد يعانون من بعض المشكلات الهضمية مثل الإسهال والانتفاخ، بالإضافة إلى ذلك تعتبر هذه العملية مناسبة بشكل خاص لمرضى السكري حيث يمكن أن تؤدي إلى تحسين كبير في حالتهم وذلك من خلال تقليل امتصاص الطعام في الأمعاء حتى يمكن للمرضى أن يفقدوا وزنًا أكبر مع تقليل احتمالية استعادة الوزن ولكن يتطلب هذا النوع من جراحات السمنه التزامًا دائمًا بتناول المكملات الغذائية، حيث يحتاج المرضى إلى فيتامينات مدى الحياة لتجنب أي نقص.
مدى ملائمة جراحات السمنه للمرضى
يؤكد دكتور أحمد يسري أنه من المهم أن نفهم أن إجراء جراحات السمنه ليس مجرد قرار عشوائي بل يتطلب تقييمًا دقيقًا لحالة المريض، كما أنه على الرغم من أن بعض الأشخاص قد يمتلكون وزنًا يتراوح بين 80 و90 كيلوغرامًا ولكن ذلك لا يعني بالضرورة أنهم مرشحون مناسبون للجراحة.
طريقة حساب مؤشر كتلة الجسم (BMI)
يوضح دكتور أحمد يسري أنه للتأكد من ملاءمة المريض لإجراء العملية يتم استخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI) كأداة رئيسية، حيث يتم حسابه من خلال تقسيم الوزن على مربع الطول، كما أنه يمكن لأي شخص حساب مؤشر كتلة جسمه باستخدام تطبيقات متاحة على الهواتف الذكية، مثل “BMI Calculator” وذلك لتحديد ما إذا كان يجب عليه التفكير في جراحات السمنه أم لا.

متى يلجأون مرضى السمنة للجراحة؟
عند استقبال دكتور أحمد يسري لمريض يعاني من زيادة الوزن حتى وإن كان وزنه يبدو في حدود السبعينيات أو الثمانين كيلوغرامًا فإنه يقوم بتقييم الحالة والتي لا تعتمد فقط على الوزن الظاهر بل الأهم هو حساب مؤشر كتلة الجسم (BMI) الذي يحدد ما إذا كان الشخص يعاني من زيادة الوزن أو السمنة، ويكون ذلك من خلال تقييم عدة عوامل صحية.
فائدة وأهمية مؤشر كتلة الجسم
يوضح دكتور أحمد أن مؤشر كتلة الجسم هو أداة تساعد في تقييم الوزن بالنسبة للطول وفي حالة كان مؤشر كتلة الجسم يتجاوز 30 فيعتبر الشخص مرشحًا محتملاً لـ جراحات السمنه خصوصًا إذا كان يعاني من أمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم، فعلى سبيل المثال إذا كان وزن الشخص 120 كيلوغرامًا وطوله 170 سنتيمترًا فإن مؤشر كتلة جسمه قد يصل إلى 41 مما يشير إلى أن الجراحة قد تكون خيارًا مناسبًا له.
جراحات السمنه للأطفال والمراهقين
يؤكد دكتور أحمد يسري أنه عند النظر في جراحات السمنه للأطفال يجب أن نكون حذرين، حيث تعتبر عملية تكميم المعدة الخيار الأنسب للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا في حين أن عملية تحويل المسار غير مناسبة للأطفال بسبب التعقيدات المحتملة والاحتياجات الغذائية.
مدى تأثر الأمراض المزمنة بعد جراحات السمنه
عندما نفكر في جراحات السمنه من المهم أن نتناول تأثيرها الإيجابي على مجموعة من الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، حيث تظهر الأبحاث أن العديد من المرضى الذين خضعوا لجراحة السمنة يشهدون تحسنًا ملحوظًا في حالتهم الصحية بعد العملية وهذا ما يوضحه دكتور أحمد يسري فيما يلي:
مدى تأثير جراحة السمنة على السكري
تعتبر جراحة السمنة خيارًا فعالًا لعلاج مرض السكري خاصة إذا تم إجراؤها في السنوات الأولى من الإصابة، حيث يلاحظ أن العديد من المرضى الذين كانوا يعانون من السكري قبل العملية قد يتمكنون من التوقف عن تناول الأدوية الخاصة بهم مباشرة بعد الجراحة، كما أنه في الواقع يعتبر السكر في مرحلة مبكرة من المرض قابلًا للعلاج من خلال هذه الجراحة حيث يمكن أن يختفي تمامًا في معظم الحالات.
مدى تأثير جراحة السمنة على ضغط الدم
بالنسبة لارتفاع ضغط الدم فإن معظم الحالات ترتبط بزيادة الوزن، حيث تشير الدراسات إلى أن أكثر من 90% من مرضى الضغط المرتفع يعانون من السمنة وبعد إجراء جراحات السمنه يمكن أن تنخفض مستويات ضغط الدم بشكل كبير، حيث ينخفض الوزن الزائد الذي كان يساهم في ارتفاع الضغط.
تأثير الجراحة على التكيسات المبيضية
تعتبر التكيسات المبيضية من المشاكل الشائعة التي تعاني منها العديد من النساء وغالبًا ما تؤثر هذه الحالة على القدرة على الحمل ولكن بعد إجراء جراحات السمنه يتم ملاحظة أن العديد من المرضى في حالة تحسن من التكيسات مما يزيد من فرصة الحمل، ولكن في نفس الوقت من المهم أن نتذكر أنه يجب اتخاذ احتياطات لمنع الحمل في السنة الأولى بعد العملية.
أهم التحديات المحتملة بعد الجراحة
على الرغم من الفوائد العديدة لجراحة السمنة فإنه قد تواجه بعض الحالات تحديات بعد العملية مثل الترجيع المستمر، حيث يرجع تنتج هذه الحالة عن سببين رئيسيين:
- عدم الالتزام بالنظام الغذائي: بعد الجراحة يطلب من المرضى اتباع نظام غذائي محدد لضمان نجاح العملية، كما يفضل تجنب تناول الطعام والشراب معًا مع ضرورة الالتزام بتناول الفيتامينات والأدوية الموصوفة.
- أهمية المتابعة الطبية: يجب على المرضى التأكد من متابعة طبية منتظمة بعد الجراحة، لذا ينصح دكتور أحمد يسري بالتواصل مع طبيب التغذية وفريق الرعاية الصحية للتأكد من الحصول على الفيتامينات اللازمة والعلاج المناسب.
اقرأ ايضاً
تابعنا على السوشيال

ختاماً، للاستفسار والحصول على المزيد من المعلومات بخصوص أى عملية جراحية أو منظار ابعت سؤالك مباشرة للدكتور ،أو تواصلوا فوراً مع عيادة دكتور أحمد يسري، وسوف يتم الرد على استفساراتكم بشكل فوري.