مع تنوع الخيارات في جراحات السمنة وتعدد الأساليب أصبح من الضروري التمييز بين العمليات المعتمدة علميًا وتلك التي وصفت بالحل السحري دون أساس قوي، فمن بين هذه الخيارات ظهرت عملية الساسي باعتبارها مزيجًا بين عملية تكميم المعدة وعملية تحويل مسار الإثنى عشر وادعى البعض أنها تجمع أفضل ما في العمليتين ولكن هل هذا صحيح؟ هذا ما سوف يوضحه لنا دكتور أحمد يسري خلال السطور القادمة.
ما هي عملية الساسي أو ثنائي التقسيم؟
عملية الساسي هي إحدى العمليات التي ظهرت بهدف علاج السمنة وتعرف أيضًا باسم ثنائي التقسيم، حيث تعتمد العملية على إجراء تكميم للمعدة أولًا ومن ثم إنشاء توصيلة بين المعدة المكممة والأمعاء بحيث يسلك الطعام طريقين أحدهما طبيعي عبر الجهاز الهضمي الكامل والآخر عبر التوصيلة وعي مختلفة عن عملية تحويل مسار الإثنى عشر.
اقرأ ايضا: افضل دكتور تكميم المعدة وجراحات السمنة في مصر 2025
أصل العملية وتاريخ تعديلها
ابتكرت عملية الساسي عام 2015 على يد الجراح المصري المقيم في الإمارات الأستاذ الدكتور طارق مهدي حينها كانت التوصيلة تجرى على بعد 300 سم من نهاية الأمعاء في الجدار الخلفي للمعدة بقطر 5 سم تقريبًا ومن ثم دخلت العملية مصر بدعاية مكثفة باعتبارها جوكر عمليات السمنة وزعم أنها تجمع بين مميزات التكميم وبين عملية تحويل مسار الإثنى عشر وأن المريض لا يحتاج إلى فيتامينات إلا لمدة سنة واحدة فقط.
أيهما أفضل التكميم أم الساسي؟
يوضح دكتور أحمد يسري أن عملية الساسي يتم الترويج لها باعتبارها تجمع بين مميزات التكميم وبين عملية تحويل مسار الإثنى عشر لكن الحقيقة أن نتائجها على أرض الواقع كانت مخيبة للآمال في كثير من الحالات، كما أنه على العكس عملية التكميم لها مسار واحد ومضاعفات أقل نسبيًا ونتائجها أكثر استقرارًا على المدى الطويل إذا تم الالتزام بالتغذية السليمة.
بالإضافة إلى ذلك فعند المقارنة بين التكميم والساسي نجد أن الساسي تفتقد إلى المعيارية وتخضع لتعديلات كثيرة قد تربك الأطباء والمرضى معًا، بينما التكميم فهي عملية واضحة ومعروفة النتائج ومعترف بها دوليًا، كما إنها تجرى يوميًا في آلاف المراكز حول العالم.
عملية تحويل مسار الإثنى عشر أم الساسي؟
عند مقارنة عملية تحويل مسار الإثنى عشر بعملية الساسي، نجد فرقًا واضحًا في النتائج والمضاعفات والاعتراف الدولي بكل منهما، حيث أن:
عملية الساسي
تعتمد على وجود مسارين لمرور الطعام: واحد طبيعي وآخر محول مما يجعل النتيجة غير ثابتة، وقد تؤدي إلى خلل في الامتصاص أو فشل في فقدان الوزن عند بعض المرضى، كما يضيف دكتور أحمد يسري أن الساسي ليست معترفًا بها دوليًا وذلك بسبب التباين الكبير في طرق تنفيذها ونتائجها.
عملية تحويل مسار الإثنى عشر أو السادي إس
هي عملية معترف بها من قبل الفيدرالية الدولية لجراحات السمنة، وتتم وفق خطوات معيارية دقيقة. تبدأ بتكميم المعدة، ثم يتم تحويل مسار الأمعاء مباشرة بعد مخرج المعدة، مما يمنع ارتجاع العصارة الصفراوية ويقلل من خطر الإصابة بالقرح. كما أن العملية تعتمد على مسار واحد للطعام، مما يساهم في تحقيق نتائج أكثر استقرارًا وفعالية في فقدان الوزن.
وبالتالي، إذا كان الهدف هو فقدان وزن فعال وآمن وتجنب المضاعفات طويلة المدى فإن عملية تحويل مسار الإثنى عشر تتفوق بوضوح على الساسي خاصة في الحالات التي فشلت فيها عمليات سابقة مثل التكميم.

ما هي تكلفة عملية السادي إس؟
تعد عملية السادي إس من العمليات المتقدمة والمعتمدة دوليًا لعلاج السمنة المفرطة، وذلك لاانها تجمع بين تكميم المعدة وعملية تحويل مسار الإثنى عشر في مسار واحد ثابت مما يجعل نتائجها أكثر اتساقًا وأمانًا، كما أن تكلفتها تختلف حسب المركز والخبرة الجراحية والتقنيات المستخدمة، لكن ما يميز مركزنا هو أننا أول من أجرى هذه العملية في مصر باستخدام الدباسة في عمل التوصيلة بدلًا من الخياطة مما يقلل من زمن العملية ويمنع ضيق التوصيلة بنسبة كبيرة.
الجدير بالذكر أنه قد تستخدم مراكز أخرى تقنيات خياطة تستغرق وقتًا أطول وقد تؤدي إلى ضيق في التوصيلة بنسبة 2%، نضمن في عيادتنا استخدام أحدث الطرق المعترف بها عالميًا لتحقيق أفضل نتائج بأعلى درجات الأمان.
نتائج غير متوقعة لعملية الساسي
مع التطبيق العملي لعملية الساسي اكتشف الجراحون في مصر أنها مختلفة عن عملية تحويل مسار الإثنى عشر وأن معظم الطعام يمر عبر التوصيلة بينما كمية بسيطة فقط تسلك المسار الطبيعي مما أفرغ العملية من ميزة ثنائي التقسيم وظهرت مضاعفات خطيرة كفقر الدم ونقص البروتينات وسوء التغذية لتتحول العملية من حل متوازن إلى مشكلة صحية حقيقية.
ما هو الحكم النهائي على الساسي؟
يؤكد دكتور أحمد يسري استشاري جراحات السمنة أنه حتى في أفضل حالاتها، تبقى الساسي أقوى من التكميم فقط لكنها أضعف من عملية تحويل مسار الإثنى عشر كما أنها:
- غير معترف بها دوليًا.
- تحمل نفس عيوب تحويل المسار.
- لا تمنح المريض كل فوائده.
- تتطلب تناول الفيتامينات مدى الحياة.
وبالتالي يدفع المريض ثمن عملية تحويل مسار الإثنى عشر من حيث التكلفة والمعاناة دون الحصول على النتائج الكاملة.
تحذير هام لكل مريض سمنة
يوضح دكتور أحمد يسري أن العمليات التجريبية مثل الساسي مكانها الصحيح هو المستشفيات الجامعية وليس القطاع الخاص، كما أنه يجب ألا تسمح بأن تجرى على جسدك تجارب غير مضمونة وإن كنت قد أجريت هذه العملية أو تخطط لإجرائها اسأل الجراح بوضوح:
- هل هذه ساسي فعلًا؟ أم ساسي بعد التعديل؟ أم ساس جي؟ أم ساس جي معدل؟ أم أنها الساسي المعياري؟
وتأكد أنه في كل الحالات لن تحصل على نتائج عملية تحويل مسار الإثنى عشر.
ما هي مخاطر عملية الساسي؟
من أخطر ما واجه الأطباء بعد إجراء عملية الساسي هو عدم التوازن في مرور الطعام، حيث يمر معظم الأكل عبر التوصيلة الجديدة ويهمل المسار الطبيعي وهذا الخلل يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل:
- سوء التغذية
- نقص الفيتامينات والمعادن
- فقر الدم
- ضعف عام
- تدهور في وظائف الجسم بمرور الوقت
إضافة إلى ذلك بعض المرضى اضطروا إلى فك التوصيلة بعد العملية بسبب الأعراض المستمرة والمزعجة وذلك يظهر أن عملية الساسي لا تصلح لكل الحالات ولا يمكن الاعتماد عليها كحل جذري ونهائي لعلاج السمنة.
هل عملية الساسي معترف بها دوليًا؟
يؤكد دكتور أحمد يسري أن عملية الساسي أو ما تعرف بعملية ثنائي التقسيم ليست عملية معترف بها من الفيدرالية الدولية لجراحات السمنة، وذلك بعكس عمليات أخرى مثل التكميم أو عملية تحويل مسار الإثنى عشر أو السادي إس. ويرجع السبب وراء ذلك هو التباين الكبير في نتائجها وتعدد نسخها المعدلة مثل ساس جي، وساس جي المعدل، والساسي المعياري، م وذلك يجعل من الصعب تقييمها بشكل علمي دقيق.
علاوة على ذلك فإنه حتى بعد إجراء تعديلات عديدة على طريقة التوصيلة وطول الأمعاء، لم تحقق الساسي النتائج المطلوبة لتدرج ضمن العمليات المعتمدة عالميًا مثل عملية تحويل مسار الإثنى عشر بل بدأت تصنف كعملية تجريبية يجب أن تجرى فقط في مستشفيات جامعية وتحت رقابة علمية دقيقة.
اقرأ ايضاً
تابعنا على السوشيال

ختاماً، للاستفسار والحصول على المزيد من المعلومات بخصوص أى عملية جراحية أو منظار ابعت سؤالك مباشرة للدكتور ،أو تواصلوا فوراً مع عيادة دكتور أحمد يسري، وسوف يتم الرد على استفساراتكم بشكل فوري.