أعراض فتق الحجاب الحاجز وعلاجه

الشعور بعدم الراحة في الصدر أو الحلق قد يكون أكثر من مجرد تعب عابر، حيث أن فتق الحجاب الحاجز من الحالات التي تتسلل بهدوء إلى حياتك وتؤثر على جودة يومك دون أن تشعر، لكن الخبر الجيد أن التشخيص والعلاج المبكرين يصنعان فارقًا كبيرًا، في السطور القادمة نكشف لك كل ما تحتاج معرفته عن أعراض الفتق وطرق التعامل معه بذكاء.

الحجاب الحاجز عبارة عن عضلة رقيقة مبنية من أنسجة ضامة وأنسجة عضلية تفصل بين تجويف البطن وتجويف الصدر الذي يحتوي على القلب والرئتين وفي الوضع الطبيعي يمر المريء من خلال فتحة صغيرة في الحجاب الحاجز متجهًا من الصدر إلى المعدة الموجودة في البطن.

ولكن في حالة حدوث فتق الحجاب الحاجز يعبر جزء من المعدة عبر هذه الفتحة إلى تجويف الصدر بطريقة غير سليمة وعادةً ما يكون الفتق صغيرًا ولا يسبب أعراضًا واضحة، وقد يتم اكتشافه صدفةً أثناء الفحوصات الطبية ولكن في حال كان الفتق كبيرًا، فقد يسبب عودة محتويات المعدة إلى المريء مما يؤدي إلى الإحساس بالحرقة وألم في الصدر.

اقرأ أيضًا: عملية فتق الحجاب الحاجز بالمنظار

يؤكد دكتور أحمد يسري أنه في كثير من الأحيان قد لا تظهر اعراض فتق الحجاب الحاجز إذا كان الفتق صغيرًا، لكن إذا أصبح الفتق كبيرًا قد يعاني الشخص من مجموعة من الأعراض، مثل:

• الإحساس بالحرقة أو حرقة المعدة.
• الفَواق المستمر.
• الشعور بآلام في الصدر أو البطن.
• الغثيان.
• ارتجاع الطعام أو السوائل إلى الفم.
• صعوبة في البلع.
• الشعور بالشبع بسرعة بعد تناول الطعام.
• ضيق التنفس.
• قيء دموي أو براز لونه أسود (مما قد يدل على وجود نزيف داخلي).

يؤكد دكتور أحمد أن أسباب فتق الحجاب الحاجز متعددة، وأهمها:

• اتساع فتحة الحجاب الحاجز حيث قد تكون الفتحة التي يمر منها المريء أوسع من الطبيعي منذ الولادة (عيب خلقي)، أو تتوسع لاحقًا بسبب ضعف العضلة المحيطة بها مما يسمح بمرور جزء من المعدة إلى تجويف الصدر.
• ارتفاع الضغط داخل تجويف البطن وذلك بسبب عدة عوامل مثل السعال المزمن والتقيؤ المتكرر وحمل الأوزان الثقيلة أو النشاط الشديد لحركة الأمعاء وكلها قد تؤدي لزيادة الضغط، وبالتالي حدوث الفتق. 

يحكي البعض عن تجربتهم مع فتق الحجاب الحاجز ويصفون المعاناة مع الأعراض مثل الحرقة المزمنة وصعوبة البلع وكيف أثر الفتق على حياتهم اليومية مما دفعهم للبحث عن العلاج سواء بالأدوية أو بالتدخل الجراحي حسب الحالة.

اقرأ أيضًا: هل منظار القولون مؤلم؟ تعرف على تجربتي بالتفصيل

يوضح دكتور أحمد يسري أن احتمالية الإصابة بالفتق الحجابي تزداد في الحالات التالية:

• التقدم في العمر خصوصًا بعد سن الخمسين.
• الإصابة بالسمنة المفرطة.
• التدخين المزمن.

لذلك يعتبر التحكم بالوزن والإقلاع عن التدخين من أهم خطوات الوقاية.

يعد هذا السؤال من الأسئلة الشائعة والإجابة تعتمد على حجم الفتق وشدة الأعراض، فالفتق الصغير غالبًا لا يسبب مشاكل ولا يحتاج علاجًا أما الفتق الكبير فقد يؤدي إلى مضاعفات مثل:

• ارتجاع أحماض المعدة بشكل مزمن. 
• التهابات أو تقرحات في المريء.
• أحيانًا تطور حالة ما قبل سرطانية في المريء إذا أهمل العلاج.

لذلك من الضروري استشارة الطبيب عند ظهور أعراض مزعجة.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع منظار المعدة

في معظم الحالات لا يؤدي فتق الحجاب الحاجز إلى الوفاة خصوصًا إذا تم تشخيصه ومتابعته بشكل صحيح لكن في بعض الحالات النادرة إذا حدث اختناق للفتق أو تقرحات شديدة غير معالجة فقد يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة تهدد الحياة.

قد يتساءل البعض هل الفتق يسبب ألم في الظهر؟، حيث أنه في بعض الحالات قد يشعر المصاب بألم ينتشر من منطقة الصدر أو البطن العلوي إلى الظهر خصوصًا إذا كان هناك التهاب في المريء أو ارتجاع شديد.

يعتمد تشخيص فتق الحجاب الحاجز على الأعراض والفحوصات الطبية، فالطبيب يبدأ عادة بسؤال المريض عن أعراضه وبعدها يطلب بعض الفحوصات لتأكيد التشخيص، مثل:

• الأشعة السينية على الصدر أو البطن حيث أنها تظهر جزءًا من المعدة داخل تجويف الصدر.
• التنظير العلوي (Endoscopy) حيث يتم إدخال أنبوب رفيع به كاميرا عبر الفم لرؤية المريء والمعدة ومعرفة وجود الفتق أو التهابات ناتجة عنه.
• دراسة بلع الباريوم حيث يقوم المريض بشرب سائلًا خاصًا يظهر في الأشعة، مما يساعد على تحديد مكان الفتق وحجمه.
• قياس ضغط المريء (Manometry) ويستخدم لمعرفة كفاءة عضلات المريء والصمام السفلي، خاصةً إذا كان هناك ارتجاع شديد.

يعتمد علاج الفتق على حجم الفتق وشدة الأعراض، حيث يمكن علاجه عن طريق:

• العلاج الدوائي:
• مضادات الحموضة لتخفيف الإحساس بالحرقان.
• مثبطات مضخة البروتون (PPIs) مثل أوميبرازول وesomeprazole لتقليل إنتاج حمض المعدة.
• أدوية لتحسين حركة المريء والتي تساعد في دفع الطعام للأسفل وتقليل الارتجاع.
• العلاج الجراحي حيث الجراحة تكون ضرورية لو:
• كان الفتق كبير جدًا ويسبب مضاعفات.
• لم تتحسن الأعراض رغم العلاج الدوائي.
• حدوث اختناق للفتق (حالة طارئة).

لمنع زيادة الأعراض وتقليل ارتجاع الحمض، ينصح باتباع النصائح التالية:

• تناول وجبات صغيرة ومتكررة بدلًا من وجبات كبيرة.
• تجنب الأكل قبل النوم بساعتين إلى ثلاث ساعات.
• رفع رأس السرير قليلًا أثناء النوم.
• تجنب الأطعمة التي تزيد الارتجاع مثل الدهون الشوكولاتة والكافيين والأطعمة الحارة.
• الحفاظ على وزن صحي.
• الإقلاع عن التدخين.

في بعض الحالات يؤكد دكتور أحمد يسري أنه يمكن التعايش مع فتق الحجاب الحاجز خاصةً إذا كان الفتق صغير ولا يسبب أعراض مزعجة والأشخاص الذين يعانون من فتق بسيط غالبًا لا يحتاجون لأي علاج جراحي بل قد يتم الاكتفاء بتغيير نمط الحياة مثل تعديل وضعية النوم وتجنب الأطعمة التي تثير الحموضة والالتزام بالأدوية الموصوفة لتقليل الأعراض.

الشفاء الكامل من فتق الحجاب الحاجز بدون تدخل جراحي قد لا يكون ممكنًا خاصةً إذا كان الفتق متوسطًا أو كبيرًا ولكن يمكن السيطرة على الأعراض بشكل فعال باستخدام الأدوية وتغيير نمط الحياة وفي بعض الحالات إذا تطورت الأعراض أو أصبحت مزمنة يتم اللجوء للجراحة التي تعالج الفتق بشكل نهائي غالبًا.

يوصى دكتور أحمد يسري استشاري الجهاز الهضمي والمناظير بإجراء عملية الفتق في الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي أو عندما تكون الأعراض شديدة ومستمرة مثل حرقة المعدة المتكررة أو الألم المستمر، كما تعتبر الجراحة ضرورية إذا تسبب الفتق في مضاعفات خطيرة مثل انسداد المريء أو التواء المعدة.

عادةً لا يعتبر السونار الأداة الرئيسية لتشخيص الفتق، فالتشخيص يتم غالبًا باستخدام الأشعة السينية على الصدر بعد بلع مادة تباينية أو من خلال تنظير المعدة وهذه الطرق تمكن الطبيب من رؤية الفتق بشكل أوضح مقارنةً بالسونار.

اقرأ ايضاً

• تفاصيل عملية تكميم المعدة 
• من هو دكتور أحمد يسرى